هل قدرة الناس على الإعجاب بعمل مّا، تعني امتلاكهم مجازا للعين الفوتوغرافية؟ هذا التساؤل ملهم لكتابة هذه المقالة التالية حول الجماليات الأساسية وعلاقتها بالتصوير الفوتوغرافي.
عبر عن رأيك
عندما نتحدث عن الجمال، فإننا نعني أن بعض الأشياء عادة ما تكون أكثر إرضاء للعين سواء كانت في هيئة صورة فوتوغرافية، أو رسم، أو حتى جسما منحوتا.
عادة ما يحدث حينما يكون هناك نقاش ما حول الجمال الفني لإحدى الصور، وعلى الرغم من وعي أولئك الأشخاص بإمكانياتهم الفنية، إلا أنهم يحجمون عن تقييم الصورة. ومن وجهة نظر أخرى لعله كان بإمكان أي شخص أن يقيم الصورة ويعبر عنها حتى وإن لم يعجب ذلك الآخرين. فلست مضطرا لأن تكون خبيرا لكي تعبر عن وجهة نظرك الخاصة.
إن القدرة على ملاحظة الجمال ليست هي العلامة الفارقة بين كل من الشخص الفوتوغرافي وبين أي شخص آخر؛ إن الفارق يكمن في القدرة الإضافية للفوتوغرافي على تفسير لماذا تبدو بعض العناصر ممتعة في حين أن بعضها الآخر قد لاتبدو كذلك. إن إدراك الجماليات هو أمر فطري لدى كل شخص. وبإمكان أي شخص أن يراها، ولكن القلة هم من يمكنهم تحليل الصورة مع القدرة على تفسير التقنيات التكوينية خلف إنشاء صورة جميلة.
تلك التقنيات التكوينية لم تكن وليدة اختراع لأحد الفنانين التشكليين، لقد تم اكتشافها بواسطة عدد من التخصصات المختلفة. فعلى سبيل المثال: فإن مفهوم النسبة الذهبية لا تقتصر أهميته فقط لدى تخصص التصوير او الرسم، بل إنه كذلك إلى العمارة والرياضيات، بل وحتى عند ترتيب الزهور. وهذا يعني أن أنه بالإمكان تطبيق أيا من هذه القواعد العامة لإنشاء صورة -ناطقة بصريا- من شأنها أن تتناغم وتتواصل مع العين البشرية.
العناصر التكوينية
١/ الخطوط القيادية
يمكن قيادة عين المشاهد تلقائيا من خلال الخطوط القيادية وبعض الأشكال الهندسية. حيث تساعد الخطوط القيادية في جعل التركيز ينصبُّ جهة الموضوع كمركز للإهتمام. فإن تمكنت العين الطبيعية من متابعة التحرك وفق هذه الخطوط حتى تقف على لُب الموضوع، فإن ذلك يعطي انطباعا متناغما جدا. وعلى العكس من ذلك فسيجعل المشاهدة مرهقة جدا.
٢/ قاعدة الأثلاث
وهي قاعدة تختلف قليلا عن مفهوم النسبة الذهبية، حيث يتم تقسيم الصورة الى ثلاثة مناطق بشكل تقديري. وعادة ما يفضّل وضع الموضوع المهم بعيدا عن المركز بنسبة قليلة. طبعا لا يعني ذلك فقط التحرك أفقيا (يميناً ويسارا) بل ايضا الابتعاد عن المركز على المحور الرأسي (علوا ونزولا).
هذا سيقودنا نحو أربعة تقاطعات (أعلى اليسار، أعلى اليمين، أسفل اليسار، أسفل اليمين) حيث تعبر نقاط هذه التقاطعات الى المكان المثالي لوضع الموضوعات الأهم. لكونها النقاط المفضلك لتركيز اهتمامنا.
٣/ مثلثات
الأشكال الهندسية تساعد على السيطرة على حركة تدفق البصري داخل الصورة. إنها تنشئ مسار التدفق البصري، وتخلق شيئا من الحركة الديناميكية، لأن الأشكال مثل مثلثات أو دوائر ليست ذات نهايات مغلقة.
٤/ قانون العدد الفردي
الصورة أعلاه بالفعل تبين لنا مثالا على ثلاثة موضوعات والتي تشكل معا المثلث. وهذا لايعني أن الموضوع مرتبط بالعدد ٣، فالأمر ذاته مع 5 أو حتى 7نقاط لعناصر مهمة بإمكانه أن يزيد من القيمة الجمالية للصورة بشكل هائل.
٥/ كسر التناظر
وجود صورة متناظرة يعد أمرا جيدا، ولكن الصورة التي يكون التناظر فيها بنسبة 100٪ متناظرة فإنه من السهول جدا إدراكها الى الدرجة التي تفقد فيها القدرة على إثارة الاهتمام. ومن أجل جعلها مثيرة للاهتمام بشكل أفضل، فبالإمكان ببساطة استخدام أحد الموضوعات التي تختلف قليلا عن المستوى المقسم.
يمكن لعناصر التكوين السابقة أن تساعد في انشاء صور تتمتع بجماليات ممتعة، ولست بحاجة لأن تكون قد ولدت مزودا بعين استثنائية من أجل أن تدرك تلك الصور المثيرة للاهتمام، فالجميع لديه ذلك الإحساس الجمالي. إنما العلامة الفارقة تكمن في قدرة الشخص على شرح وتفسير تلك الجماليات سواء كانت صورة فوتوغرافية أو لوحة تشكيلية.
وبكلمة أخرى: إن وجود صورة ناجحة من حيث احتواءها للجماليات لا يجعل منها بشكل تلقائي صورة عظيمة؛ إنها فقط توفر الإطار الجميل لتقديم القصة.
_______
المصدر:
موضوع مهم واساسي .. وشرحكم له شرح لطيف وسلس .. شكرا لكم
شكرا جزيلا لك يا ندى، ممتنون لتعليقك وسعداء أن لاقى الموضوع استحسانك ، دمت بخير.